الأحد، 18 أبريل 2010

هوموفوبيا ...


قبل يومين وجدت تعليقا على أحد الإدراجات في هذه المدونة ، الإدراج كان عبارة عن قصيدة جميلة
لإحدى الشاعرات المغربيات كنت قد عثرت على أحد دواوينها عندما كنت في زيارة للشمال ، أعجبتني القصيدة فاقتبستها ووضعتها كإدراج وحرصت على أن أضع عنوانها كما هو واسم الشاعرة واسم الديوان كذلك ، التعليق الذي وصلني هو كالتالي " سلام وبعد .... إن قيامكم بنشر هذه القصيدة ها هنا قد أساء لصاحبتها كثيرا ، المرجو حذفها من هنا عاجلا .... والسلام " .

صباح السبت وأنا أتصفح عددا من الجرائد الوطنية عثرت على خبر على الصفحة الأولى من جريدة المساء ، مفاده ، أن المرشح البلغاري – والذي يعيش في المغرب - المشارك في مسابقات استوديو دوزيم بوريسلاف نيكولا طوموف قد تم إقصاءه في البرايم الثاني الذي سيعرض مساءا ، وقد كانت جريدة المساء قبل أيام أول من أثار مسألة مثلية بوريسلاف وقالت أن " شواذ المغرب " – على حد تعبيرها – يدعمون بوريسلاف ويتكثلون للتصويت عليه ، لتتبعها بعد ذلك كل من الصباح و الأحداث المغربية وبعض المواقع الإخبارية على الأنترنيت ، حتى اتخذ الأمر شكل ضجة إعلامية ...
في مساء اليوم حرصت على متابعة البرنامج وبالفعل غنى بوريسلاف وقد كان جميلا ومقنعا للغاية في أدائه – كنت أول مرة أشاهده وأسمعه يغني – و في نهاية البرايم ثم إقصاؤه فعلا كما أفادت جريدة نيني ...

قبل أيام توجهت لمقهاي المفضل حيث يحلو لي الجلوس للمطالعة و الكتابة ، جلست في نفس مكاني المعتاد الذي أصبحت آلفه ولا أرتاح في غيره ، أخرجت بعض الأوراق ودفتر صغير ، لاحظت أن هناك أربعة أشخاص يجلسون قرب طاولتي فتاتان وشابان وكان أحد هؤلاء يرمقني بتلك النظرات التي نعرفها نحن جميعا ، لما تطلعت فيه تأكدت من المسألة ، حركاته و طريقة كلامه تدل على كل شيء . بعد فترة من الزمن شعرت بالجوع فطلبت بيتزا روايال التي أعشقها ، بعد أن آتاني النادل بالبيتزا ظل ذاك الشاب يرمق طبقي بنظراته ... وقد كنت على وشك أن أدعوه ليتناولها معي فأنا لا أستطيع أن آكل وشخص يحدق في ، اشعر بالحرج . غير أن الشاب نادى على النادل ولما وقف بقربه قال له : اقترب أكثر ، النادل لم يعجبه الأمر ورد بتوتر وتشنج : قل لي ما ذا تريد من هنا ، رد الشاب : لا تخف لن آكلك ، احمرت وجنتا النادل من الغضب وتطاير الشرر من عينيه ، هنا تدخلت إحدى الفتاتان وقالت للنادل بصوت منخفض : هو يريد بيتزا مثل تلك التي قدمتها لذاك الشاب ... أنا كنت أتظاهر باللامبالاة لكن أذني كانت تلتقط كل ما يجري ، حتى أنني كدت أنفجر ضاحكا لما سمعت الكلام ... في الأخير و أنا أحاسب النادل قال لي حانقا : هؤلاء ...... ملؤو الدنيا أينما ذهبت تجدهم . لم أجبه خرجت ولم أعطيه بقشيشا ...