كان يوم أحد حار وأنا أجول وسط المدينة, فأويت إلى أحد المقاهي أعرفها , حيث المكان فسيح تحيط به أشجار الصفصاف العملاقة. المكان هو عبارة عن باركينغ مفتوح وسط المدينة يوجد به مقهى جميل أغلب رواده من الطلبة . وصادف هذه الأيام فترة الامتحانات حيث يحلو للكثير منهم تحضير ومراجعة دروسهم هناك...خصوصا طلبة كلية العلوم . المهم... دلفت للمقهى. وجدت مكانا فارغا وجلست...فإذا بي أطالع شابا جالسا أمامي لوحده بين يديه مجموعة من الأوراق يتصفحها...خفق قلبي وارتجف بقوة ...يا سبحان الله...ما هذه اللوحة البديعة...ما هذا الجمال... أخذني منظر هذا الشاب . كان وسيما للغاية وهو يتصفح الأوراق أمامه ويرتشف بين الفينة والأخرى فنجان القهوة...تحركت في تلك الأحاسيس والمشاعر التي تعرفونها...كم حسدت ذاك الفنجان الذي تلامس أطرافه تلك الشفتان الغظتين...ملامح بريئة وعينان كأنهما لؤلؤتين في حجريهما...وتلك الخصلات من الشعر التي تحركها هبات الريح الخفيفة فوق جبهته الناصعة...وشعر ذقنه الخفيف المغري .
انتزعني من شرودي هذا صوت النادل , لم أحس به إلا واقفا أمامي...طلبت مشروبا غازيا وعدت لتأمل الشاب . ما أغاظني وفطر قلبي أنه لم يشعر بوجودي حتى...لم يرفع نظره نحوي مطلقا...اللعنة لتلك الأوراق التي تأخذ كل انتباهه وتركيزه . فجأة رن هاتفي المحمول وكنت أضعه على الطاولة أمامي , تعمدت أن أتركه يرن لأطول مدة ممكنة لعله يجذب نظر الشاب نحوي...وبالفعل . رفع نظره نحوي وكنت ما أزال ألتهمه بنظراتي, فالتقت لأول مرة عيوننا . شعرت ببعض الارتباك وقد ضبطني أحملق فيه...أخذت الهاتف وأجبت على المكالمة بعقل شارد وفكر مضطرب. شغل فكري هذا الشاب وسيطر على أحاسيسي ومشاعري لم أستطع إلا أن أتابعه بنظراتي من خلف نظّارتي السوداء . وأما فكري فقد ذهب بعيدا...بعيدا...لم أشعر إلا ودمعة متمردة تخترق أجفاني و تنسدل على خدي حارقة كاوية.
كم هو صعب هذا الإحساس...الوحدة شعور قاتل مدمر...آه ...يا قلبي المسكين كم أشفق عليك...كم ستبقى تنتظر ذاك الحبيب الموعود , يأتي أو لا يأتي...
هناك 10 تعليقات:
اهلين كريم
سعيد اول واحد يعلق..عجبني البوست لانك تضرب على الوتر الحساس..اكثر من مره صادفت نفس الموقف مع كثيرين..كنت جبانا في التعبير عن احاسيسي حتى مع بعض الاشخاص الذين شعرت يوما بانجذاب حتى ولو كان وقتي..المؤلم في الامر هو انه عليك العيش في الاحلام كل مره تصادف احدهم لان الواقع مُر و الحياة جحيم لمن كان وحيدا في هذا العالم..الله المستعان..بالحق عنوان المدونه يترجم صدقا حياتنا المنسية..وفقت في جعلنا نحس بالالم و العذاب..هل يحق لنا ان ننعم بحياة مثل باقي البشر..سؤال كئيب لحياة كئيبه.
مشكور على المعلومه الخاصة ببرنامج (ضد التيار)ساحرص على متابعته
صديقي العزيز سندباد...
شكرا لمرورك الجميل ولتتبعك المستمر لنافذتي المتواضعة هاته....
صديقي نعم بكل تأكيد يحق لنا أن ننعم بحياة جميلة كما نحلم بها ونريدها...هذا حقنا ولن يصادره أحد منا مهما كان...
لذا علينا المقاومة والسير الى الأمام رغم كل المثبطات و العراقيل التي تصادفنا ورغم كل الظلم والضيم الذي يقع علينا...
بخصوص المعلومة , عزيزي لا شكرا على واجب...
تحياتي عزيزي سندباد
كريم
هذا الموقف تعرضت له كثيراً وكثيراً للدرجة التي جعلتني أكره الشارع بكل ما فيه من شباب وبني ادمين
تحياتي ليك وربنا يصبرنا يارب
شكرا صديقي magnon على المرور والتوقيع الجميل...معك حق صديقي ربنا يصبرنا...
تحياتي...
يا الله!
انت حكيت قصة حصلت معي قصص مشابهة ملايين المرات.
شعور الوحدة؟
اسالني أنا عن شعور الوحدة ، أنا اللي عشت طول عمري وحيد و لليوم و انا وحيد ، رغم وجود العديد من الناس حواليي لكن أنا وحدي ، ما حدا منهم بيفهمني و لا بيعرف حقيقتي.
مشكور على البوست الرائع
تحياتي
عزيزي عاشق الياسمين...
هو ذاك...الشعور بالوحدة...أن تحس بأنك وحيد في هذا العالم الشاسع...وسط
العديد ممن يحيطون بك لكن لا أحد منهم يعرف أحاسيسك ومشاعرك ولا تستطيع مصارحة أحد بذلك مخافة ردة فعله...هذا
الشعور كم هو قاس ومدمر...
تحياتي عاشق
كريم
انت مجرم فى كلامك
اية الجمال دة
...آه ...يا قلبي
...كم ستبقى تنتظر ذاك الحبيب الموعود , يأتي أو لا يأتي...
الجملة دى رهيبة
ان شاء الله مش هتستنى كتير
خليك واثق انة هو كمان بيدور عليك
وانكم اكيد هتتلاقوا فى الميعاد المحدد
تمنياتى لك بكل الحب
روميو
عزيزي روميو...
شكرا لكلامك الجميل...أنا سعيد لكون خربشاتي هذه أعجبتك...نعم صديقي أنا أنتظر ذاك الحبيب...يوما ما سوف نلتقي
وأرجو أن يكون ذاك اليوم قريبا...
تحياتي صديقي الغالي...
اخ منك بس
انت جميل جدا
ماهذا
كأنني انا الذي عشت الموقف
مع كل جملة اتخيل الوضع
اتخيل انني انا الذي يتأمل الشاب
وتخيلت شكل هذا الشاب
وتخيلت كيف نزلت الدمعه من عينيك
وشعرت باحساس الوحدة
اااخ
تحياتي لك ""
شكرا عزيزي ...
لقد كان موقفا غريبا جدا ومؤثرا للغاية....
إرسال تعليق