بعد الرجة الأخيرة التي خلفتها تصريحات الأخ سمير البركاشي منسق جمعية كيف كيف لجريدة الصباح , والطريقة الغير المهنية التي تعاملت بها الصحيفة مع تلك التصريحات وما تلاها من نقاش واسع داخل المجتمع بخصوص المثلية الجنسية في المغرب والتي تعد من أحد الطابوهات التي ما زال تناولها في العلن يثير كثير من ردود الأفعال السلبية , قلت هذا النقاش الذي انخرطت فيه عدة فعاليات مختلفة من أحزاب و إعلام و جمعيات ... حاول الكل للأسف الركوب على الموجة لتحقيق أهدافه الخاصة , فبعض الصحف انطلقت بمنشطات مثيرة هدفها خلق بروبكندا لتحقيق مزيد من المبيعات بعيدا عن العمل الصحفي النزيه باستثناء أسبوعية واحدة تناولت الموضوع بجدية وحيادية , وبعض الأحزاب وجدتها فرصة لتصعد من مزايداتها السياسوية الشعبوية قبيل الانتخابات الجماعية , وجمعيات لم نسمع بها من قبل نصبت نفسها وصية على المجتمع مدعية حمايته مما أسمته المس بأخلاقه وقيمه .
هذا التحريض والشحن خلف للأسف ردود أفعال سلبية حيث وقعت عدة اعتداءات على أشخاص مثليين في مدن مغربية مختلفة بل وصل الأمر إلى حد ارتكاب جرائم قتل , وتم تخريب الموقع الرسمي لجمعية كيف كيف وتوصل كثير من المثليين برسائل تهديد – وكنت من بين من توصل بهذه التهديدات – ولا ننسى الضجة التي أثيرت حول ما يسمى موسم سيدي علي بن حمدوش والاعتقالات التي تمت من طرف الدرك لعدة أشخاص بتهمة المثلية
كل هذا يدفعنا للوقوف لحظة للتفكير والتأمل في الأمر مليا , وأن نطرح على أنفسنا سؤالا يبدو منطقيا في مثل هذه الظروف , ماذا نريد نحن معشر المثليين المغاربة ؟
لعل ردة الفعل المتشنجة هذه والتي استغرب لها كثيرا ممن كان يظن أن المجتمع المغربي أصبح متفتحا كفاية للقبول بمثل هذه النقاشات , تدفعنا لتوضيح توجهاتنا وأفكارنا وما نريده بالضبط , فنحن شئنا أم أبينا أفراد من هذا المجتمع في كل الحالات ومهما حاولنا التمرد على بعض أفكاره ومعتقداته الخاطئة التي تمس بكرامتنا وحريتنا الشخصية فإننا بالتأكيد لا نريد الدخول في حرب سنكون أكيد نحن فيها خاسرون , لكن هذا لا يعني استسلامنا وخضوعنا للظلم والحيف بل علينا أن نقاوم بكل الطرق الحضارية والقانونية لتوضيح أفكارنا و شرح وجهة نظرنا للمجتمع حتى يقبلنا كأفراد فاعلين ومتساويين فيه مهما اختلفت ميولاتنا وتوجهاتنا ما دامت لا تمس بحرية الآخرين , لذا يجب علينا كما قلت آنفا توضيح ما نريده وما نسعى إليه لإزالة سوء الفهم الكبير والتصورات المسبقة الخاطئة عن المثلية التي ترسخت على مر العصور في ذهنية مجتمعاتنا المحافظة حتى النخاع .
نحن عندما ندافع عن مثليتنا ندافع عن وجودنا بحد ذاته وهذا أسمى ما نسعى إليه , أن يعترف المجتمع بوجودنا ويحترم خصوصياتنا واختلافنا , نحن لا ندعو إلى إنشاء دولة أو تمرد لقلب نظام الحكم , ولا نسعى لتغيير المجتمع وتحويله إلى مجتمع مثلي – فالمثلية ليست بتحول أو اكتساب – نحن لا نتبنى العنف أو نعتنق الكفاح المسلح لتحقيق غاياتنا , نحن لا نهدف المساس بالأمن العام أو الأمن الروحي أو الأخلاقي للمجتمع ... نحن مجرد فئة صغيرة من المجتمع ما بيننا هو مجرد اختلاف في الميولات ليس إلا , لا نشكل خطرا على أحد ولا نعتدي على حقوق أحد , نحن نعرف أين تبتدئ حريتنا وأين تنتهي لأننا ببساطة جزء من نسيج هذا المجتمع , نحن لم نخرج في مسيرات حاشدة رافعين الرايات – وان كان هذا حق تكفله لنا جميع الحقوق المدنية المتعارف عليها عالميا – نحن لم نطالب بأن يشرع لنا الزاج الرسمي وتبني الأطفال كما في دول أخرى , ولم نشكل لوبيات أو جماعات ضغط أو أحزاب تعمل لصالحنا فنحن أبعد ما نكون عن السياسة .
كل هذا يدفعنا للوقوف لحظة للتفكير والتأمل في الأمر مليا , وأن نطرح على أنفسنا سؤالا يبدو منطقيا في مثل هذه الظروف , ماذا نريد نحن معشر المثليين المغاربة ؟
لعل ردة الفعل المتشنجة هذه والتي استغرب لها كثيرا ممن كان يظن أن المجتمع المغربي أصبح متفتحا كفاية للقبول بمثل هذه النقاشات , تدفعنا لتوضيح توجهاتنا وأفكارنا وما نريده بالضبط , فنحن شئنا أم أبينا أفراد من هذا المجتمع في كل الحالات ومهما حاولنا التمرد على بعض أفكاره ومعتقداته الخاطئة التي تمس بكرامتنا وحريتنا الشخصية فإننا بالتأكيد لا نريد الدخول في حرب سنكون أكيد نحن فيها خاسرون , لكن هذا لا يعني استسلامنا وخضوعنا للظلم والحيف بل علينا أن نقاوم بكل الطرق الحضارية والقانونية لتوضيح أفكارنا و شرح وجهة نظرنا للمجتمع حتى يقبلنا كأفراد فاعلين ومتساويين فيه مهما اختلفت ميولاتنا وتوجهاتنا ما دامت لا تمس بحرية الآخرين , لذا يجب علينا كما قلت آنفا توضيح ما نريده وما نسعى إليه لإزالة سوء الفهم الكبير والتصورات المسبقة الخاطئة عن المثلية التي ترسخت على مر العصور في ذهنية مجتمعاتنا المحافظة حتى النخاع .
نحن عندما ندافع عن مثليتنا ندافع عن وجودنا بحد ذاته وهذا أسمى ما نسعى إليه , أن يعترف المجتمع بوجودنا ويحترم خصوصياتنا واختلافنا , نحن لا ندعو إلى إنشاء دولة أو تمرد لقلب نظام الحكم , ولا نسعى لتغيير المجتمع وتحويله إلى مجتمع مثلي – فالمثلية ليست بتحول أو اكتساب – نحن لا نتبنى العنف أو نعتنق الكفاح المسلح لتحقيق غاياتنا , نحن لا نهدف المساس بالأمن العام أو الأمن الروحي أو الأخلاقي للمجتمع ... نحن مجرد فئة صغيرة من المجتمع ما بيننا هو مجرد اختلاف في الميولات ليس إلا , لا نشكل خطرا على أحد ولا نعتدي على حقوق أحد , نحن نعرف أين تبتدئ حريتنا وأين تنتهي لأننا ببساطة جزء من نسيج هذا المجتمع , نحن لم نخرج في مسيرات حاشدة رافعين الرايات – وان كان هذا حق تكفله لنا جميع الحقوق المدنية المتعارف عليها عالميا – نحن لم نطالب بأن يشرع لنا الزاج الرسمي وتبني الأطفال كما في دول أخرى , ولم نشكل لوبيات أو جماعات ضغط أو أحزاب تعمل لصالحنا فنحن أبعد ما نكون عن السياسة .
فان كانت هذه مطالبنا وتصوراتنا لما نريد فإننا بالمقابل نطلب من المجتمع أن يحترم خصوصيتنا ويتقبلنا كما نحن بعيدا عن الاضطهاد والاحتقار والنظرة الدونية , وحتى من لا يريد تقبلنا والتعامل معنا فهذا شأنه وهو حر في ذالك , لكن بالمقابل يجب أن يمتنع عن أي إساءة أو إيذاء في حقنا لأن حقوقي تنتهي عندما تبتدئ حرية الآخر وهذا مبدأ قانوني متعارف عليه دوليا , إن كنا نريد إنشاء دولة الحق والقانون كما يردد في مختلف المحافل .